مقالات متنوعة

القلق وتوابعه

في الآونة الأخيرة ساد القلق والخوف كشعور عام يتسلل ببطء ويندس بيننا وما نلبث أن نجده بداخلنا بالفعل، فكثيراً ما تشغلنا أمور في حياتنا قد تحدث لنا فنقلق من مجرد تخيل حدوثها. ومثال على ذلك قلقنا قبل التقدم لوظيفة كنا نحلم بها، وتفكيرنا هل سيتم قبولنا فيها أم لا؟ فنقلق من المقابلة التي ستتم قبل  التقدم لها، وعلاج هذه الحالة هو الإستعداد نفسياً لإحتمالية عدم القبول وهو أسوأ الإحتمالات، فهذا يساعدنا على تخطي الشعور بخيبة الأمل التي تعقب الفشل ، أما إذا حدث النجاح والقبول فوقتها سيكون للنجاح طعم رائع بعد المفاجأة به، وكذلك القلق قبل الإختبارات الدراسية ولا سيما الشهادات التي تحدد مستقبل الإنسان في حياته الفادمة مثل إختبار الثانوية العامة، وهو القلق الذي يعتري من يتقدم للإختبار وأسرته أيضاً، فكثيراً ما نرى من يمر بهذه التجربة يشعر بالأرق فلا ينام ليلة الإختبار، مما يسبب له الشعور بالتعب أثناء الإختيار ويقلل تركيزه، وهو ما سينعكس بالسلب على إجابته ثم نتيجته، وذلك ما لا يريده. لذلك وكعلاج لهذه الحالة لا بد من الثقة في القدرات الشخصية وفي أن الإنسان قد أدى واجبه بالإجتهاد والإستذكار على أفضل ما يمكن، تلك الثقة هي العامل الأساسي والأهم فى إزالة القلق، وطبعاً وقبل كل شيء الثقة في الله عز وجل لأنه لن يضيع جهد من تعب وعانى وأخذ المسألة بجدية، ثم إنه سبحانه وتعالى سيختار الأصلح لكل إنسان فهو يعلم الغيب وحده ولن يضيعنا أبداً.

كذلك القلق من الإصابة بالأمراض، سواء للإنسان أو على ذويه، القلق ممكن أن يصبح قاتل لو إستسلمنا له، فكثيراً ما أرى من الناس من يتوقع السيء دائماً، ويرتبك ويؤرق ويزيد من الإحتياطات، ويبالغ فى التعقيم وتوخي الحذر وهذا جيد فى الأمراض الوبائية التي إنتشرت مؤخراً وحصدت الأرواح بشكل واسع على مستوى العالم، ولكن هذا لا يتعارض مع فكرة أن نقوم بما علينا من حذر بجانب الاقتناع بالآية الكريمة ( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ) لأن هذا هو الأساس الراسخ فى نفوسنا وأساس الطمأنينة التي ما أن تدخل القلب حتى تهدأ الروح وتستطيع الحياة المستقرة بعيدًا عن القلق والأرق، والخوف الذي يفسد حياتنا. فصدقوني نحن لا نعلم علم اليقين إلى متى ستستمر الأزمات ولكننا نعلم جيداً أن الله بنا رؤوف رحيم.

اظهر المزيد

د. زينب حلبي

مؤلفة وشاعرة مصرية معاصرة، بدأت الكتابة في الطفولة، حاصلة على بكالوريوس الطب البيطري جامعة الاسكندرية عام 1995. من أعمالي: رواية هدير الامواج، رواية صرخة ألم، كتاب رسائل من القلب وديوان فراق الروح

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق