غير مصنف

نفارق من نحبهم

كل من أحببناهم فارقناهم
لاعجب في ذلك، فالجميع راحلون ، نحن نحب آباءنا، ثم نتركهم فى يوم ما ونتزوج، ونعيش بعيدا عنهم، ونحب أصدقاء دراستنا بل وأحيانا نتعلق بهم، ونظن أننا لن نبتعد عنهم بتاتا، بل لا نتخيل الحياة بدونهم، ثم نفترق كلٌ في طريق، سواء باختلاف مجال الدراسة الجامعية، او باختلاف مجال العمل أو بالسفر، ثم نحب أبناءنا، ويصبحون جزءا من كياننا، ثم يسافرون بعيدا عنا، تاركين في قلوبنا مكان لا يملؤه غيرهم، وقد يتزوجوا ويعيشوا بعيدا، ويغادرنا آباءنا أيضا، وقد يفارقنا اى ممن سبق بالموت وهو الاصعب على النفس، والأقسى على القلب.

ونبقى نتعجب من تغير حالنا، فبعد أن كانت حياتنا مليئة بالأحداث، والبشر، تصبح حياتنا فارغة، بلا طعم، بل بلا حياة. ويمر علينا الزمن طويل طويل. نتمنى نهاية رحلة حياتنا التي لم يعد لها هدف، وننتظر ممن فارقونا مجرد أن يتذكروا كلماتنا، أو أحاديثنا الدافئة التي مرت، ولم تترك سوى صدى أصواتنا يملأ الفراغ.

فهل ياترى سنجد من يتذكرنا؟ لا أعلم ولكن أظن أن من ترك أثرا صالح من الصعب نسيانه.

اظهر المزيد

د. زينب حلبي

مؤلفة وشاعرة مصرية معاصرة، بدأت الكتابة في الطفولة، حاصلة على بكالوريوس الطب البيطري جامعة الاسكندرية عام 1995. من أعمالي: رواية هدير الامواج، رواية صرخة ألم، كتاب رسائل من القلب وديوان فراق الروح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق