آخر إحصائيات جهاز التعبئة والإحصاء تظهر لنا أرقام صادمة خاصة بعدد حالات الطلاق في الأسرة المصرية التي بلغت حالة حل دقيقتين و11 ثانية فضلا عن بلوغ عدد العوانس 15 مليون فتاة مما يعنى خلل حقيقي في الأسرة المصرية .وعن أسباب ارتفاع هذه النسبة نجد أن الحالة الاقتصادية تتصدر السبب الأول والأهم وانخفاض دخل الزوج مما يؤثر على الأسرة الحديثة ويسبب خلافات بين الزوجين تعجل باللجوء إلى المحاكم وطلب الخلع أو الطلاق، كما أن حدوث التدخلات من الأهل يشعل النار بين الزوجين بدلا من احتواء الخلافات ومحاولة حلها،كما أن عمل المرأة أعطاها ثقة عالية بنفسها وشعور بعدم الإعتماد على الزوج. محاكم الأسرة أصبحت تعج بالقضايا التي تطالب فيها المرأة بالطلاق. وكأن هدم الأسرة أصبح من السهولة بمكان. ولم يفكر أحد في تشرد الأبناء أو تعرضهم إلى الخطر، وإصايتهم بالعقد النفسية التي يصعب حلها مستقبلا، وعدم تحمل الزوج لكافة مسؤليته أصبح عاملا مباشرا لضجر الزوجة ورغبتها في التخلص من العلاقة الزوجية.
في الماضي كان الزوجان يتحملان الكثير ويصبرون من أجل عدم هدم كيان الأسرة والحفاظ على الأبناء أما اليوم فقد انتشرت الأنانية. وأصبح كلا من الزوجين يحاول أن يفرض رأيه وإلا فليذهب الآخر إلى الجحيم. الحل لعودة الأسرة كيان قوي متماسك هو التمسك بالتعاليم الدينية والقيم الأخلاقية الأصيلة التي تدعم بناء الأسرة وتوصل فكرة أهميتها وصعوبة التفريط في هذا الرباط المقدس إلى الأجيال الجديدة لتعيلمهم مفهوم الزواج وأساسه وهو معرفة كلا الطرفين لواجباته قبل حقوقه والمعنى الحقيقي لهذا الميثاق الغليظ.