ريفيو مجموعة قصصية تنحي الحب
بقلم هالة المهدي
ريفيو ومناقشة الاستاذه هالةالمهدي لكتاب تنحي الحب للدكتوره زينب حلبي
كل الشكر والتقدير للاستاذه دكتورة زينب حلبي لاتاحة الفرصه لمناقشة مجموعتها الرائعه.. تنحي الحب
في البداية اشكر بشكل خاص مصمم الغلاف الذي عبر عن مضمون المجموعه ككل فقد تفكرت في الغلاف قليلا لأجد تصميماغاية في الدقة وبعد أن قرأت المجموعه كلها إندهشت جدا.. الغلاف يعبر بصوره واحده عن مكنون كل قصة..من الثمان قصص مما جعلني ازدد يقينا ان دكتور محمد وجيه قارئ جيد متعمق واع قبل ان يكون ناشرا ومصمما ناجحا جدا…. شهادتي مجروحه في دكتور وجيه رفيق رحلتي الإبداعية لكن كان لابد من إعطاؤة حق عبقريته علي رؤوس الاشهاد.
المتن
لفت نظري اهداء الكتاب.. الكاتبه لم تحدد اسما بعينه ربما أو كما فهمت هي خاطبت نقيضين.. قلوب تشبعت بالألم فعانت.. (كل من عاني سوء فهم العالم من حوله فأصبح ضحية.) ثم اهدته لنقيضه (عقول قست وتغاضت عن انسانيتها) واوضخت في النهايه لعل كلماتها تكون مشكاة لمن يقرأها منهم.. الاهداء للنقيضين هنا درس وتوعيه.. لمن كان ضحية تقول له أنا معك أفهمك وأشعر بك ولمن كان ظالما.. تقول له إحذر من سوء عاقبتك.. الاهداء ترغيب وترهيب.. ياله من جمال أحييك عليه استاذة
1_تنحي الحب
اسمحي لي قرات القصه مرات قبل ان اكتب كلمه.. ولذلك فعذرا لكل تلك النقاط التحليليه.. رايت ان الكاتبة تتناول الاحداث الواقعيه في مجتمعنا الذي لا نستغرب فيه كل تلك المشاهد.. القصه واقعيه جدا تناولت فيها الكاتبه حدث رغم قبحه الا ان له اثار سلبيه وللاسف مجتمعنا يعاني منها.. فهو يتناول مشاعر اسرة بكل فرد فيها علي حده فوجدتها تجرد المجتمع من قيمه الصادقه لتحل محلها اعراف وتقاليد باليه مشكله الانثي المهضوم حقها والتي ان وقع عليها ظلما أصبحت ضحيه المجتمع كله.. البطلان رغم الحب الظاهر في أول مشهد الا ان التضاد والاضطراب في شخصيات القصه ينم عن مجتمع واهي.. تحكمه اعراف واهيه.. فنري نماذج لابد من اجتثاثها من مجتمعنا.. وللاسف لها موروثاتها السلبيه.. اولهما.. هيام الضحيه المغلوبة علي امرها حتي النهايه ورغم
مقاومتها للمتحرشين الا انها لم تقاوم وضعا قد فرض عليها بنطرة المجتمع لها.. ثم الام.. اي ام تلك التي تري ان نظرة الناس لابنتها وسمعتها بينهم وشكلها امام الجميع اهم من حمايتها وصونها.. اي ام تلك التي تمنع الامان لابنتها دون ان تقدم حلولا لوحشتها في ظلام حالك وخطر علي حياتها
اي ام تلك التي تري ابنتها وقد عادت بعد حادث قد قتلها داخليا وجرحه.. فتعمد الي الشك فيها وافتعال مشكلات لفضحها عوضا عن أن تحتضنها ؟ شخصية الام الحاجه كريمه هنا شخصيه لم تخشي علي ابنتها من خطر قد يقتلها وخشيت فقط من عار رؤيتها مع احمد.. اي ام تلك؟ والاب.. وهنا اري دور الاب فقط لا شيئ وتبادل الاثنان تأنيبها وكأن الامر كان بيدها.. لم تصدقها الأم وأسرعت لفضحها بعرضها لاكتشاف ما حدث لها وكذبتها..
ثم شخصية احمد الذي يخاف عليها من لسعة برد وعلي النقيض يتركها لمجرد ذكرها لحديث والدتها فيرحل عنها دون خوف حقيقي.. ثم يعدها بالزواج ولا يصر عليه.. ثم يرضخ لرغبات المجتمع المتخلف في هدوء وينأي بحياته عن تلك الضحيه ليتركها الجميع تجتر ما حدث لها دون ان يحدث فعليا.. سوي بالسنة مجتمع مريض بجهله..
ادبيا القصة اعتمدت أسلوب الحوار والسرد فيها اقل ما يمكن اعتمدت الكاتبه علي شرح مشاعر كل من الشخوص بالحوار فقط في بعض الجمل كما في قابلتها … بانكسار.. استشاطت والدتها غضبا.. ظنت انها تكذب.. لم يشتف قلب هيام.. اما صيغة الحكي للتعبير عن المشاعر فقد كانت قليله جدا واعتقد بسبب اعتماد الحوار اكثر لا السرد.. في المجمل القصه جميله.. لكن هنا اين دور الاب؟ لست ادري.
2_الخطوات المتثاقلة
اعحبتني جدا تلك القصة وبال مخالف اعتمدت السرد وكان هنا السرد رااائعا.. القصه انسانيه تدخل في أعماق الحزن البشري عندما ينفجر في عقل فتاة فقدت ابوها السند والحب لتجد نفسها متخبطه بين مرض نفسي لم تدركه هي بمعاناتها ولم يدركه من حولها حتي اصبح وزنها ثقيلا لا تحملها قدميها…. تحكي عذاباتها.. كل ما ادركته منها وقوعها تحت طائلة المرض النفسي الذي اودي بها الي مرض جسدي السمنه المرضيه… اعتمدت الكاتبه ذلك الامر الواقعي لتشرح تلك القضيه.. فقد السند والاهتمام والامر ادي للمرض.. الاحساس بالوحده اقعدها.. الحياه مع الفقد مؤلمة وقد تكون مميته وقد تقتل الحياه بداخلنا.. حتي انها ارادت الرحيل رغم وجود اخت وام ترعاها.. اعتقد ان سبب ما تعانيه هو احساس بالفقد لم بجد تفهما لحالتها وعندما تفهمت الام.. كان الخلاص والامل. قصه جميله ومعبره بالفعل.
3_تكفيني محبة الله
القصه مجملها بسيط لا عقده فيها لكن معبره تحكي تجرد النفس من نشاعر دنيويه لتحل محلها مشاعر روحانبه وبعد ان كان ينوي شرا.. صلاته جعلته ينوي خيرا ويستريح لذلك. وانقاذ نفسه وتلك النزوة من هوي النفس
العوده الي النقاء والضمير تحتاج لقلب متعلق بالله متدين بالفطره لم تدنسه رغباته الشيطانيه.. اعجبتني جدا اخر جمله.. لقد ثاب لرشده حين سقطت دموع محبته لخالقه.
4_قتلتني مرتين
هالني ما قرات ومجمل القصه به تفاصيل كان ممكن اختزالها بقليل من الكلمات.. السرد فيها اقوي وكان ممكن اختزال الاحداث كلها في اقل من ذلك واستبعاد التفاصيل الكثيره للتعويض عنها في موقف واحد يشرح فظاظة الاب وارهابه لابنته.. وهنا نعود لشكل الاب في قصص الدكتوره لست ادري لماذا بالتحديد الاب بهذه الصوره الغريبه.. اقرا وانا مندهشة من ذلك النموذج الذي لم اره في حياتي الحمد لله فالنموذج لدي ابي وجدي كانا رااائعين رحمهما الله.. علي ان اختلاف الصورة ربما مبررا بسبب احداث القصه..
النقد الادبي للقصه هنا ينبغي ان اذكر ان السرد اكثر نضجا والحوار اقل ولكن لطول القصه بشكل مبالغ فيه اجدني ربما تمنيت ان انهيها فورا وانا في توقع كامل للنهايه التي تنهيها بشكل تقليدي.. لم تكن النهايه مفاجئة ولكن لربما لمضمون القصة الذي تريد كاتبتنا قوله في النهايه كان لابد من انتصار الخير علي الشر
وبالفعل لي تعليق اخر… هل فرغت الاسماء سوي من نفس الاسم.. هيام؟ ربما لذلك دلالات عند الكاتبه فارجو توضيح دلالات تكرار اسم هيام في المجموعه وايضا احمد.
4_رحلت عني في النهاية
القصه منتهي الروعه وفعلا ادمت ذكرياتها مخيلة كل منا فلكل منا راحل لن يعود.. اعتمدت الكاتبه اسلوب سرد البطله لسلسله ذكرياتها مع عادل في الجامعه وكيف كان اقترابا نفسيا وضحته برفضها هاني ابن عمها ان يقتحم قلبها بينما اقتحمه عادل وبررت الرفض بالخوف من الترك المعلق في قلبها منذ رحيل امها وعدم اقتراب والدها.. وهنا ايضا نموذج ثالث لنفس الاب بلا دور في حياة ابنته
ولم تشرح البطله سبب تعلقها بعادل كما لم تشرح قدر اقترابهما لكنها شرعت تشرح موقف المظاهرة والحدث وهروبها في مشهد تخيلته جيدا.. لكنه مشهد خال من عادل واين ذهب وقد كانت معه وكيف لم يكن بجوارها او حاول حمايتها كاي شاب رجل اصيل.. اختفي فقط ثم بعد الحدث بحث عنه الجميع دون جدوي ثم مرور عشرون عاما علي وعوده التي لم تتحقق رغم كوني حتي الان لم افهم ماهيتها فقد كانت مبهمه في شرح مشاعره ووعوده كما كانت مبهمه في شرح سبب تعلقها به هو بالذات.. القصه هنا اشعر انها زادت نضجا في السرد والبلاغه وزادت نضجا في الاختزال للجمل المقتضبه التي تؤدي المعني دون خلل فيه.. اسهبت في شرح مشاعرها مع الاب والام والجده وعادل حتي انني تعاطفت معها ولم التفت او اتسائل اين رحل عادل فهي اجابه متوقعه اعرفها جيدا.. لكن نهاية القصه بالفعل خياليه
فكم فتاه يرحل عنها حبيبها فترفض الارتباط بعده لأن جرح قلبها لم يندمل؟ ففي مجتمعنا الذي تحدثت عنه الدكتوره لا يحدث ذلك بل يحدث ان يقبع ذلك الغائب بزاويه من القلب تذكره كل ذات الم لكن تواصل حياتها كما يحكم المجتمع عليها.. القصه رومانسية رائعه رغم ذلك وقد طغا عليها الاسلوب الادبي والبلاغي بشكل طيب.
6_هارب من الجحيم
صدمه حية تعرض لها احمد والحق يقال ان الحروب صدمات مدمره فاما ان يقتل او يصدم ذكرت العراق والحرب الدائره بين السنه والشيعه.. ذكرت العراق ولم افهم اتلك الحرب إبان غزو العراق ام بعدها ذكرت القتل والمجازر التي تحدث.. دخلت في كادر المشاهد الداميه وارتعبت الي ان توقفت عن الرؤيه عند ذكر هروبه فكان المشهد بالفعل غير واضح ولم يظهر كيف هرب بأعجوبه وكيف سهي عنه من اسروه وما ركوضهم نحو العلم؟؟؟؟ وكبف نجا بركوضه نحو العلم؟؟ بالفعل لم افهم فانفرط عقد الاحداث بعدها في مخيلتي.. ثم كيف علم هو الهارب المطارد وشاهد علي التلفاز مع العالم اجمع ولم يشاهد والده ذلك مثلا؟
لتنهي القصه بمحادثه مقتضبه بين احمد ووالده.. مفادها ان ثورات التنديد في العالم لن تعيد مقتولا ولن تزيل اثر مؤلم من الذاكرة.. وان الله وحده من يضمد تلك الجراح.. بالطبع توفيق الله سيضمد تلك الجراج بعمل اصحابها واصطفافهم خلف الحق لا بسكوتهم وخنوعهم وانتظار المدد من الله
القص هنا ازداد نضجا وجمالا والاحداث في القصه مختزله جدا والوقائع مترابطه باستثناء حدث الهروب..
7_رمضان في طفولتي
اعادنا جميعا لطفولة سعيده ليتها دامت فلن اذكر سوي امنياتي ان تعود وكنت اتمني ان يعيشها احيالنا القادمه لكن التطور وايقاع الحياه اىان قج تغير وربما للأجيال القادمه راي اخر.
8_سجينة الماضي
لست ادري لم توقفت عند تلك القصه دون كلمه واحده فهل اشجع البطله علي ان تموت بمفردها في سجن الماضي ان اطالبها بان تواكب المستقبل الذي تستعد لمغادرته.. لا تريد ان تغادر ماض قد ولي بالفعل وانتهي ولم تعد ذكرياتها فيه حتي واضحه سوي في مخيلتها
ام انها تعلم جيدا انه لا مستقبل ولا حاضر لها فترفض الحياه لتستقبل الموت؟ تسيطر عليها فكرة الموت لو غادرت المكان
دون ان تعلم انها بالفعل ماتت بداخله الا من أنفاس مازالت تتردد.. يعرض عليها ابنارها الحياه بينهم.. بينما تفضل هي الموت مع الاموات وكأن الذكري قد تموت داخلها لمغادرته المكان.. دكتورة زينب هنا توضح ان النفس البشريه بالفعل معقده… لا ادري اتفضل الموت بين ذكرياتها ام العيش بلا ذكريات وكانها تحدثنا ان ذكرياتك تبقي مع المكان ولا تعيش في القلب..
الذكري محلها القلب ولا تحوبها الاماكن فما زلت اذكر بيت جدي الذي تم هدمه لبناء عقار اكبر وامتن وما زلت اذكر طفولتي لم تبرح ذاكرتي رغم انها لن تعود.. انا تلك ال سجينه فقد اسرت بالفعل داخل منزلها وفقدت الزمن والخياه وتنتظر عودتها اليهم بالوفاه.. ما ابشع تلك الوحده والتوحد مع الماضي والانفصال عن الحاضر. صورة مؤلمه
النقد الادبي.. الصور واضحه ودكتوره زينب ما تقدم لنا صور من الحياه لا خيال بها واقعيه مفرطه وكان اجدر بها وضع سيناريو به من الخيال ما يشبع خيالي.. فوصفها لمشهد محاولة الاغتصاب كان شديد الوصف لدرجة رايت هيام في طريق مظلم بجوارها ترعه لا انسي بجوارها وحيده ترتعد بينما يتصيد ذئبان فريستهما في الظلام التام.. في نفس الوقت.. يذهب احمد بعيدا دون خوف عليها.. منتهي التضاد في المشاعر بداخله..
بين خ ف لسعه البرد وامن الطريق.. انا مشهد احمد في الهروب من القتل في العراق فقد كان مبهما جدا… مشهد رعب هيام من ابيها القاتل عند رؤيتها تعمل وضربه لها مقابله مشهد قوتها في الزج به وجمع الادله للايقاع به.. من الضعف تأتي القوة..
اشكرك استاذه ان اثرت زوابعا في فنجان قهوة قراءتي لاكتب كل ذلك وارجو الا اكون قد اطلت عليك.
هاله المهدي
٥Hala M Mahdy، ومي حسام أبو صير و٣ أشخاص آخرين
٥ تعليقات
أعجبني
تعليق
إرسال